تاريخ معلولا
3. معلولا > 3. 2. تاريخ معلولا
آخر تعديل للمقال 02 نيسان 2023
3. 2. 1. عصر ما قبل التاريخ:
تشير الأدلة الأثرية إلى أن الإنسان القديم بدأ في إفريقيا، وأن بلاد الشام كانت بالتأكيد الطريق الرئيسي لانتشاره إلى أوراسيا، مما يعني أن بلاد الشام هي مكان أقدم وجود بشري خارج إفريقيا.
الشكل 3. 2. 1. 1: أقدم هجرة للإنسان البدائي خارج إفريقيا {atlasofhumanevolution.com}
الشكل 3. 2. 1. 2: انتشار الإنسان البدائي في أوروبا وآسيا {atlasofhumanevolution.com}
لقد تعاقبت العديد من الثقافات على هذه المنطقة خلال عصر ما قبل التاريخ، أهمها: الأولدوانية والآشولية والموستيرية والعاترية والأميرية والأحمرية والأورينياسية الشامية والكبارية والنطوفية والخيامية.
نظرًا لأن معلولا تنعم بمناخ معتدل نسبيًا، وينابيع دائمة، وتوفر الصوان وعدد كبير من الملاجئ والمغاور الصخرية، فإن كامل منطقة معلولا غنية بالمواقع التي تعود على الأقل إلى تقنية ليفالوا من العصر الحجري القديم الأوسط (250,000 إلى 300,000 سنة خلت؛ Conard 2016)، ومع ذلك تم التنقيب عن عدد قليل منها فقط حتى الآن.
الشكل 3. 2. 1. 3: هاون صخري لطحن الحبوب في أحد كهوف معلولا {Conard: The 2004 Excavation at Kaus Kozah Cave}
الشكل 3. 2. 1. 4: كهوف الإنسان المعلولي القديم {© ريمون وهبي 2009}
3. 2. 2. التاريخ المسجّل:
آرام-دمشق:
الثقافة الآرامية هي التطور المستمر للثقافة المحلية للعصر البرونزي.
كانت دمشق عاصمة ما كان أقوى مملكة في بلاد الشام، آرام-دمشق، وكانت معلولا إحدى بلداتها.
الشكل 3. 2. 2. 1: أهم الممالك الآرامية (والفينيقية) في بلاد الشام حوالي 900 ق.م {Gzella: Die Wiege der ersten Weltsprache altaramäische}
غزوات متعاقبة:
تعرضت مملكة آرام-دمشق مثلها مثل باقي الممالك الآرامية للهجوم المتكرر من قبل الإمبراطورية الآشورية الحديثة حتى أصبحت أخيرًا مقاطعة آشورية عام 732 قبل الميلاد.
تبعتها الإمبراطوريات التي غزت المنطقة وسيطرت عليها، ولكن ثقافة أهلها لم تتزعزع وبقوا محافظين على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى يومنا هذا، حيث ساعدهم بذلك عزلتهم في الجبال وعدم اختلاطهم بالجيوش الغازية والحكام الأجانب الذين كانوا يتواجدون في المدن الكبيرة غالباً.
الشكل 3. 2. 2. 2: الإمبراطوريات: الآشورية الحديثة، البابلية الحديثة، الأخمينية الفارسية، المقدونية {Wikipedia> Users: Ningyou, Zunkir, WillemBK, Captain Blood~commonswiki}
الشكل 3. 2. 2. 3: الإمبراطوريات: السلوقية، الرومانية، البيزنطية، الساسانية {Wikipedia> Users: Javierfv1212, Tataryn, Tataryn, Ro4444}
الشكل 3. 2. 2. 4: الخلافة الإسلامية، السلجوقية، العثمانية، اتفاقية سايكس بيكو {Wikipedia> Users: DieBuche, MapMaster, Chambo; Encyclopædia Britannica}
المسيحية:
في القرن الأول الميلادي بشر توما الرسول المعلوليين بالسيد المسيح، فكانوا من أوائل من دخلوا المسيحية. ومنذ ذاك الحين بني فيها عدد كبير من المقامات والكنائس والأديرة. وخلال القرن الرابع الميلادي كانت معلولا مركزاً لكرسي أسقفي، حيث يخبرنا التاريخ أن أسقفها أفتيخوس شارك في المجمع المسكوني الأول سنة 325م ووقع على وثيقة دستور الإيمان المسيحي.
نكبة معلولا 2013:
في 04 أيلول 2013، تعرضت معلولا لاجتياح وحشي من قبل جماعات متطرفة. يمكنكم مشاهدة فيديو نشره إعلام جبهة النصرة بالضغط هنا. (ملاحظة: الفيديو يحتوي على مشاهد قاسية)
بحسب بيان أولي لجبهة النصرة صدر في 06 أيلول 2013، فإن الفصائل المشاركة في غزو معلولا هي: حركة أحرار الشام الإسلامية، كتيبة زلزال الإسلام المناصرة لجبهة النصرة، كتيبة صقور الشام، كتيبتي مغاوير وثوار بابا عمرو، جبهة تحرير القلمون التابعة لألوية أحفاد الرسول.
وبحسب بيان آخر صدر عن جبهة تحرير القلمون التابعة لألوية أحفاد الرسول في 09 أيلول 2013، فإن الفصائل المشاركة تفصيلاً هي: جبهة النصرة، جبهة تحرير القلمون، حركة أحرار الشام، لواء رجال الله، لواء الحمد، لواء تحرير الشام، كتيبة خاتم الأنبياء، أحرار الزاوية، لواء غرباء، لواء الاسلام، لواء الحبيب المصطفى.
وبحسب كتابات ومعلومات تم العثور عليها في معلولا، فقد شارك عدة فصائل أخرى، منها: كتيبة عمر الفاروق، كتيبة شهداء عين منين، أحرار عدرا، أحرار بخعة.
الشكل 3. 2. 2. 5: صورة نشرتها جبهة تحرير القلمون في 25/09/2013
الشكل 3. 2. 2. 6: كتيبة عمر الفاروق التي شاركت في غزو معلولا 2013
الشكل 3. 2. 2. 7: استخدام المسلحين لمضادات الطيران في أوتيل سفير معلولا حيث تمركزوا بداية 06/09/2013
الشكل 3. 2. 2. 8: إحدى الكتابات الكثيرة التي وجدت في معلولا بعد التحرير والتي تعبر عن الإيديولوجية التكفيرية الإرهابية (وهي اقتباس من خطبة مشهورة لشيخ تكفيري)
احتلت الجماعات المتطرفة معلولا لعدة أشهر، فدمرت البنية التحتية للبلدة ونهبت وحرقت وخربت الكنائس والأديرة والبيوت. كما قام المسلحون باختطاف وقتل عدد من سكان البلدة، مما تسبب في حزن ومعاناة عارمة لعائلات الشهداء ولأهل معلولا جميعاً.
الشكل 3. 2. 2. 9: أسماء شهداء معلولا وصور بعضهم {© ريمون وهبي 2014}
الشكل 3. 2. 2. 10: إخوة وأقارب “شهداء الإيمان” في يوم استرجاع جثامين المخطوفين {© SOS 26/04/2017}
الشكل 3. 2. 2. 11: كنيسة القديس يوحنا {© وكالة سانا 17/04/2014}
الشكل 3. 2. 2. 12: أقدم مذبح مسيحي في العالم في دير القديسين سركيس وباخوس {المصور غير معروف}
الشكل 3. 2. 2. 13: تخريب الأبقونات {المصور غير معروف 20/04/2014}
الشكل 3. 2. 2. 14: طمس الأيقونات وحرق الكنائس {© عبدو حداد 08/05/2014}
الشكل 3. 2. 2. 15: تدمير المنازل {© عماد واكيم 05/05/2014}
الشكل 3. 2. 2. 16: تدمير المنازل {© عماد واكيم 05/05/2014}
الشكل 3. 2. 2. 17: تدمير المنازل {© وكالة سانا 17/04/2014}
الشكل 3. 2. 2. 18: حرق وتخريب الكنائس {© فرج شماس 2014}
بمعجزة من الله، نجح ما بقي من أهل معلولا في الفرار إلى دمشق ومناطق أخرى من سوريا، أو حتى إلى دول الجوار مثل لبنان، الأمر الذي أدى إلى إفقاد اللغة الآرامية أهم عامل من عوامل صمودها وبقائها حتى اليوم الا وهو عزلتها في الجبال. فاليوم النسبة الأكبر من المعلوليين يعيشون خارج معلولا، وعلى الرغم من شعورهم القوي بالانتماء إليها إلا أنهم مضطرون للإندماج في بيئتهم الجديدة والإستغناء عن لغتهم الأم الآرامية.
شعر أهالي معلولا بسعادة غامرة لرؤية بلدتهم محررة من الإرهاب، لكن الضرر الذي حدث كان واسع النطاق جسيماً ويبعث على الأسى، كما أن تهجير أهل معلولا أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة.
على الرغم من كل تلك التحديات، فأهل معلولا كصخورها لا يستسلمون، وهم مصممون على إعادة بنائها والحفاظ على تراثها الثقافي. وبدعم من الحكومة السورية والمنظمات الدولية وبخاصة متطوعين من منظمة SOS Chrétiens d’Orient، بدأوا المهمة الصعبة والطويلة لإعادة الإعمار والتأهيل. لقد ساعدت هذه الجهود في التخفيف من بعض معاناة سكان المدينة، ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به لمعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد.
الشكل 3. 2. 2. 19: “يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” لوقا 23: 34 {المصور غير معروف}
الشكل 3. 2. 2. 20: إعادة تركيب تمثال جديد لـ “سيدة السلام” {المصور غير معروف 12/06/2015}
الشكل 3. 2. 2. 21: ترميم دير القديسين سركيس وباخوس {المصور غير معروف 24/04/2015}
الشكل 3. 2. 2. 22: قداس عيد الصعود (خميس الجسد) {المصور غير معروف 04/06/2015}
الشكل 3. 2. 2. 23: متطوعو SOS الفرنسيون {© Antoine Brochon 2016}
الشكل 3. 2. 2. 24: تركيب صليب جديد بعد ترميم قبة دير القديسين سركيس وباخوس {© المصور غير معروف 27/07/2016}
إن تدمير المواقع والعناصر الثقافية هو تكتيك شائع تستخدمه الجماعات المتطرفة لمحو تاريخ وهوية المجتمع، ولتعزيز أيديولوجيتها المتطرفة. ولكن تحرير معلولا سيبقى رمزاً للأمل للشعب السوري، الذي لا يزال يواجه تحديات هائلة نتيجة للصراع. إنه تذكير بأنه على الرغم من التدمير والتخريب الذي حدث، فإن الشعب السوري صامد ومصمم على إعادة بناء بلده والحفاظ على تراثه الثقافي للأجيال القادمة.
ريمون وهبي 08 كانون الأول 2021
آخر تعديل للمقال 02 نيسان 2023
وهبي، ريمون. “تاريخ معلولا.” في يَونا. آخر تعديل للمقال بتاريخ 02 نيسان 2023، وتم الاسترداد بتاريخ يوم شهر سنة.
https://yawna.org/maaloula-history